Jan 3, 2011

موظفو الإمارات يضيعون 13 مليون يوم في السنة





يضيع الموظفون في الإمارات البالغ عددهم ما يزيد عن 280 الفا حوالى 13 مليون يوم في السنة في أمور لا تتعلق بنطاق العمل ، كتصفح الأنترنت ، والدردشة مع الزملاء ، وتبادل الرسائل الإلكترونية ، وشرب الشاى وغيرها من الأمور.

وكشف مسح جديد عن عدد من الحقائق المتعلقة بكيفية قضاء الموظفين في الإمارات لأوقاتهم أثناء ساعات العمل، إذ بيّن أن كل موظف يقضي ما معدله 46 يوماً سنوياً في نشاطات غير متعلقة بالعمل في أثناء أوقات العمل الرسمية، إذ يقدر عدد الموظفين في الإمارات بما يزيد على 280 ألفاً، فإن إجمالي عدد أيام العمل المهدرة يصل إلى نحو 13 مليون يوم.

وكشف المسح، الذي أطلقه منظمو معرض "ذا أوفيس" عن أنه على الرغم من قضاء ساعات طويلة في المكاتب، فإن الموظفين لايزالون قادرين على استقطاع بعض الوقت لقضاء أمورهم الشخصية خلال ساعات عملهم، سواء كان ذلك في زيارة المواقع الاجتماعية على الإنترنت أو تصفح الإنترنت أو التحدث إلى الزملاء، أو لصنع كوب من الشاي.

ووفقا لما ورد بجريدة "الإمارات اليوم"، أظهرت نتائج الاستطلاع، الذي شمل آراء أكثر من 1000 شخص من العاملين في المكاتب في الإمارات أن البريد الإلكتروني يعد الأسلوب الأكثر تفضيلاً للتواصل في أثناء العمل، إذ أجاب 60 % من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يفضلون استخدام البريد الإلكتروني على الهاتف أو الحديث وجهاً لوجه، إذ يرسل موظفو المكاتب ويستقبلون ما مجموعه 3.5 مليارات رسالة إلكترونية سنوياً، وبمعدل 47 رسالة إلكترونية يومياً.

وبيّنت النتائج أن نحو 62 % من الشركات لديها سياسة خاصة باستخدام المواقع الاجتماعية أو الإنترنت لأغراض شخصية، في حين أن 33 % من الشركات تملك سياسة، لكن يتم تجاهلها وعدم تنفيذها، وأن النسبة المتبقية ليس لديها أي سياسة بهذا الخصوص على الإطلاق.

وقال 44 % من المشاركين في المسح :" إنهم لا يستخدمون المواقع الاجتماعية على الإنترنت، مثل (الفيس بوك) و( تويتر) أثناء العمل، وعلى الرغم من ذلك، فإن كل موظف يقضي ما يقارب 11 يوماً في السنة على هذه المواقع، فضلاً عن ثمانية أيام في السنة في تبادل رسائل المحادثة الفورية على فيس بوك والماسنجروغيرهما".

الأعمال البنكية

إلى ذلك، أشارت النتائج إلى أن القيام بالأعمال البنكية على الإنترنت أو دفع الفواتير من الأمور الرائجة خلال وقت العمل، إذ يقضي كل موظف نحو 11 يوماً في السنة في القيام بهذه الأمور، فضلاً عن ستة أيام أخرى في تصفح الإنترنت وحجز العطلات.

ويعتقد العاملون في المكاتب بأهمية الدردشة مع زملائهم، بحسب الاستطلاع، إذ يتم في المتوسط إضاعة ما يقارب سبعة أيام عمل في السنة في الأحاديث الجانبية.

وأوضحت النتائج أنه يتم سنوياً صنع نحو 150 مليون كوب من الشاي من قبل العاملين في المكاتب في الدولة، وبمعدل أربعة أيام ونصف اليوم عمل لكل شخص في العام.

وقالت شنيد بريجيت رئيسة معرض ذا أوفيس :" من المعروف أن الموظفين في الإمارات يقضون ساعات عمل طويلة في المكتب، لكن هذا الاستطلاع كشف بعض الحقائق المذهلة حول ما يحدث بالفعل أثناء وقت العمل، وفي حين لايزال البريد الإلكتروني الوسيلة الرسمية للتواصل في المكتب، فإن البعض لايزال يفضّل قضاء بعض الوقت في التحدث مع الزملاء في أمور خارج نطاق العمل".

وأضافت شنيد أن معظم الشركات تملك سياسات تتعلق باستخدامات الإنترنت وزيارة المواقع الإلكترونية في أثناء العمل، لكن ما يقارب ثلث الشركات لا تملك مثل هذه السياسة، وهو أمر نشجعهم على أخذه بعين الاعتبار، خصوصاً إذا ما لاحظنا عدد الأيام التي يتم إضاعتها وقضائها في القيام بأنشطة بعيدة عن العمل سنويا.

بيئات عمل مناسبة

ويجمع ذا أوفيس الذي يقام للمرة التاسعة على التوالي، منتجات وتقنيات وخدمات تسهم في توفير بيئات عمل مناسبة.
ويقام المعرض في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة ما بين 9 ـ 11 فبراير المقبل، بمشاركة أكثر من 350 شركة على مساحة 15 ألف متر مربع.

حق النوم

وفى السياق ذاته ، كشف استطلاع أخر للرأي أجرته شركة "بيت دوت كوم" لخدمات التوظيف والتخطيط المهني عبر الإنترنت مؤخراً حول القيلولة في أماكن العمل أن الموظفين في الامارات يؤيدون طرح هذا المفهوم لأن من شأنه تعزيز الأداء والإنتاجية فضلاً عن أن النوم لمدة 20 دقيقة في الظهيرة يعد بمثابة نوم الليل بأكمله.

ووفقاً للاستطلاع الذي جرى عبر الإنترنت فقد قال 84 % من أصل 1305 أفراد شملهم الاستطلاع :" إن فترة القيلولة بعد الغداء يمكن أن تسهم في تعزيز أدائهم وتركيزهم"، وقد استطلعت الدراسة بشكل عشوائي أراء أفراد من ثقافات وأساليب حياة وبيئات عمل مختلفة عبر دول الخليج.

الحياة العصرية

ويتفق خبراء الصحة على مستوى العالم على أن الحرمان من النوم يؤثر في الإنتاجية والحياة العائلية مما يؤدي إلى الاكتئاب والاعتلال العقلي.

وكشفت دراسة غير رسمية أجرتها مستشفى جبل علي في دبي أن هنالك حوالي 80 % من المرضى يعانون من الضغط والاكتئاب نتيجة للحرمان من النوم.

وقال أكثر من 60 % :" إنهم لا يحصلون على القدر الكافي من النوم بسبب أسلوب حياتهم والذي يتضمن القيام بعلاقات اجتماعية بشكل منتظم والإبحار في عالم الإنترنت واتباع نظام غذائي غير سليم والإفراط في تناول النيكوتين والكافيين".

وجعلت أساليب الحياة العصرية في الإمارات من الصعب على العديد من الناس الحصول على القدر الكافي من النوم الذي ينصح به وهو 8 ساعات يوميا، حيث أشار استطلاع آخر للرأي أجرته "بيت دوت كوم" إلى أن هنالك 80 % من أصل 3224 فرداً شاركوا في هذا الاستطلاع قالوا إنهم بحاجة إلى ما بين 7 و8 ساعات من النوم ليكونوا أكثر إنتاجية في العمل، لكن خبراء الصحة يقولون بأنها ربما تكون غير كافية.

وقال الدكتور سوريش منون الطبيب المتخصص في مستشفى جبل علي :" إنه على الرغم من أن متوسط عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الأشخاص البالغين تبلغ حوالي 7 ساعات في الليل فإنه يتعين عليهم من الناحية النظرية النوم 8 ساعات أو أكثر.

القيلولة تزيد مهارات المواظفين

وأشار الدكتور منون إلى أحد الأبحاث التي تم إجرائها في الهند وأظهرت أن القيلولة السريعة في فترة الظهيرة تزيد إنتاجية وإبداع ومهارات الموظفين في حل المشكلات في العمل.

وأضاف منون قائلا :" الأهم من ذلك أن القيلولة تعد من الأمور الهامة لسلامة الموظفين لا سيما أولئك الذين يقومون بأعمال جسمانية تتضمن التعامل مع آلات ثقيلة".

وتشير غالبية الدراسات إلى أن الاستسلام لدافع القيلولة حتى ولو لمدة 15 أو 20 دقيقة يمكن أن يعزز الأداء العقلي والجسماني ، إضافة إلى الحالة المزاجية لبقية فترة ما بعد الظهيرة.

النوم مرتين

من جانبها ، قالت الدكتورة هالة آذاربازووه أخصائية الطب النفسي في المستشفى :" إن الباحثين في مختبر أبحاث النوم التابع لجامعة لاوبورو اكتشفوا أن تركيبة الأفراد مصممة للنوم مرتين في اليوم مرة في الليل ومرة أخرى قصيرة في فترة الظهيرة، ويتعين على الفرد أن لا يتنازل عن فترة نوم الليل بأكمله لأنها تعد ضرورية للعديد من وظائف الجسم الحيوية".

وأضافت الدكتورة هالة قائلا :" إن الحرمان من النوم له آثار سيئة على عقلك عندما تحاول أداء مهام معقدة تتطلب تفكيراً عميقاً".

وفي واقع الأمر فإن العقل إذا لم يتسنى له الحصول على راحة فإنه سرعان ما يبدأ بعدم التفكير مما يؤدي إلى عواقب خطيرة على الأداء والطريقة التي يعمل بها عقلك.

وأعرب ربيع عطايا المدير التنفيذي لشركة "بيت دوت كوم" عن اعتقاده بأن فترات القيلولة القصيرة على الرغم من الرغبة بها ستظل حلماً يراود خيال العديد من الموظفين في بيئة العمل الملحة والسريعة في دول الخليج.

وقال عطايا :" لسوء الحظ لا تدرك العديد من الشركات أن الافتقار إلى النوم على المدى الطويل من شأنه أن يؤدي إلى آثار ضارة على إنتاجية المؤسسة، لكن نتائج هذا البحث أظهرت الحماسة التي أبداها الأفراد الذين شاركوا في استطلاع "بيت دوت كوم" مقترحين ضرورة أن يكون هنالك تغيير في التفكير.